موسوعة الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر قدس سره، ج3، ص: 755
الصِلة بين الإنتاج والتداول
الإنتاج كما نعرف: هو عمليّة تطوير الطبيعة إلى شكل أفضل بالنسبة إلى حاجات الإنسان[1].
[1] وبالتعبير التقليدي في الاقتصاد: هو خلق منفعة جديدة.
وإنّما آثرنا التعبير الأوّل في تعريف الإنتاج لأنّ الذين يعرفونه بالصيغة الثانية يقعون في تعميم غير مقصود؛ لأنّهم يفسّرون المنفعة بأ نّها صفة في الشيء تجعله صالحاً لإشباع أيّ حاجة كانت، ويقولون: إنّ هذه الصفة ليست صفة ذاتيّة أو موضوعيّة في الشيء، وإنّما تتولّد عن مجرّد الرغبة فيه ولو كانت الرغبة تقوم على خطا في تقدير الموقف، كالرغبة في عقاقير نتيجةً لاعتقاد خاطئ بأثرها في الوقاية من الوباء.
وتعريف الإنتاج والمنفعة بهذا الشكل يُدرِج في الإنتاج: عمل الفرد في إقناع الجمهور بفائدة مادّةمعيّنة في الوقاية أو العلاج؛ لأنّ هذا العمل يخلق منفعة جديدة ويؤدّي إلى تمتّع تلك المادّة بصفة إشباع لرغبة عامّة، بالرغم من أنّ الفرد لم يمارس المادّة في أيّ نشاط اقتصادي.
وهذا هو التعميم الذي يُمنى به التعريف التقليدي. ولهذا قلنا: إنّ الإنتاج هو تطوير الطبيعة إلى شكل أفضل بالنسبة إلى حاجات الإنسان. وبهذا يتوقّف اكتساب العمل طابع الإنتاج على خلقه المنفعة وممارسته للطبيعة بلون من الألوان.( المؤلّف قدس سره)