13- وضع الإسلام المبادئ التشريعيّة للضمان الاجتماعي، كما سنشرحه في بحث مقبل. والضمان الاجتماعي يقوم بدور كبير في القطّاع الخاصّ؛ لأنّ إحساس الفرد بأ نّه مضمون من قبل الدولة وأنّ مستوى كريماً من الحياة مكفول له ولو خسر في مشروعه رصيد نفسي كبير يزيد من شجاعته ويدفع به إلى مختلف ميادين الإنتاج، وينمي فيه عنصر الإبداع والابتكار، خلافاً لمن يفقد ذلك الضمان ولا يحسّ بتلك الكفالة، فإنّه في كثير من الأحايين يحجم عن ألوان من النشاط والتجديد، خوفاً من الخسارة المحتملة التي لا تهدّد ماله فحسب، بل تهدّد حياته وكرامته ما دام لن يجد من يكفله ويوفّر له أسباب الحياة الكريمة إذا خسر ماله وضاع في خضمّ التيّار. ولأجل ذلك لن تواتيه تلك الشجاعة وذلك العزم الذي يبعثه الضمان الاجتماعي في نفوس الأفراد الذين يعيشون في كنفه.
14- حرّم الإسلام القادرين على العمل والنشاط الاقتصادي من الضمان الاجتماعي، ومنعهم من الاستجداء[1]، وبذلك سدّ عليهم منافذ التهرّب من العمل المثمر، وهذا يؤدّي بطبيعته إلى تجنيد طاقاتهم للإنتاج والاستثمار.
15- حرّم الإسلام الإسراف والتبذير[2]، وهذا التحريم يحدّ من الحاجات الاستهلاكيّة، ويهيّئ كثيراً من الأموال للإنفاق الإنتاجي بدلًا عن الإنفاق الاستهلاكي في مجالات الإسراف والتبذير.
16- أوجب الإسلام على المسلمين كفاية تعلّم جميع الفنون والصناعات التي تنتظم بها الحياة.
17- بل إنّ الإسلام لم يكتفِ بذلك، بل أوجب على المسلمين الحصول
[1] وسائل الشيعة 9: 436- 438، الباب 3 من أبواب الصدقة
[2] المصدر السابق 15: 329، الباب 46 من أبواب جهاد النفس، الحديث 33 و 36