لمبدأ العلّية هما الفكرتان الأساسيّتان لكلّ بحث علمي في تفسير التأريخ، وإنّما يدور النزاع بين التفاسير والاتجاهات المختلفة في درس التأريخ حول العلل الأساسية والقوى الرئيسية التي تعمل في المجتمع، فهل هي القوى المنتجة، أو الأفكار، أو الدم، أو الأوضاع الطبيعية، أو كلّ هذه الأسباب مجتمعة؟ والجواب على هذا السؤال- أ يّاً كان اتجاهه- لا يخرج عن كونه تفسيراً للتأريخ، قائماً على أساس الإيمان بحقيقة الأحداث التأريخية وتتابعها وفقاً لمبدأ العلّية.
***
وفي ما يلي سنتناول المادية التأريخية بصفتها طريقة عامة في فهم التأريخ وتفسيره وندرسها:
أوّلًا: على ضوء الاسس الفلسفية والمنطقية التي يتكوّن منها مفهوم الماركسية العام عن الكون.
وثانياً: بما هي نظرية عامة تحاول استيعاب التأريخ الإنساني.
وثالثاً: بتفاصيلها التي تحدّد مراحل التأريخ البشري والقفزات الاجتماعية على رأس كلّ مرحلة.