مبرّرات أخلاقية.
والإحساس بالجماعة والارتباط بها يمكن أن يساهم إلى جانب ما تقدّم في تعبئة طاقات الامّة الإسلامية للمعركة ضدّ التخلّف إذا اعطي للمعركة شعار يلتقي مع ذلك الإحساس، كشعار الجهاد في سبيل الحفاظ على كيان الامّة وبقائها الذي أعطاه القرآن الكريم حين قال: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ …»[1] فأمر بإعداد كلّ القوى بما فيها القوى الاقتصادية التي يمثّلها مستوى الإنتاج باعتباره جزءاً من معركة الامّة وجهادها للاحتفاظ بوجودها وسيادتها.
وهنا تبرز أهمية الاقتصاد الإسلامي بوصفه المنهج الاقتصادي القادر على الاستفادة من أخلاقية إنسان العالم الإسلامي التي رأيناها وتحويلها إلى طاقة دفع وبناء كبيرة في عمليات التنمية وإنجاح تخطيط سليم للحياة الاقتصادية.
فنحن حينما نأخذ بالنظام الإسلامي سوف نستفيد من هذه الأخلاقية ونستطيع أن نعبّئها في المعركة ضدّ التخلّف، على عكس ما إذا أخذنا بمناهج في الاقتصاد ترتبط نفسياً وتأريخياً بأرضية أخلاقية اخرى.
وقد أخذ بعض المفكّرين الاوروبيين يدركون هذه الحقيقة أيضاً ويلمّحون إليها معترفين بأنّ مناهجهم لا تتّفق مع طبيعة العالم الإسلامي، وأذكر- كمثال على ذلك- جاك اوستروي، فقد سجّل هذه الملاحظة بكلّ وضوح في كتابه «التنمية الاقتصادية» بالرغم من أ نّه لم يستطع أن يُبرز التسلسل الفنّي والمنطقي لتكوّن الأخلاقية الاوروبية وتكوّن الأخلاقية الإسلامية وترتّب حلقاتها، ولا الأبعاد الكاملة لمحتوى كلّ من الأخلاقيتين، وتورّط في عدّة أخطاء، وبالرغم من
[1] سورة الأنفال: 60