مقدّمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرّني أن اقدّم للطبعة الثانية لكتاب (اقتصادنا) وقد ازددت إيماناً واقتناعاً بأنّ الامّة قد بدأت فعلًا تنفتح على رسالتها الحقيقية التي يمثّلها الإسلام وتدرك- بالرغم من ألوان التضليل الاستعماري- أنّ الإسلام هو طريق الخلاص، وأنّ النظام الإسلامي هو الإطار الطبيعي الذي يجب أن تحقّق حياتها وتفجّر طاقاتها ضمنه وتنشئ كيانها على أساسه.
وقد كان بودّي أن تتاح لي فرصة للتوسّع في بعض مواضيع الكتاب وتسليط المزيد من الأضواء على عدد من النقاط التي تناولها، ولكنّي إذ لا أجد الآن مجالًا للحديث عن بحوث الكتاب فلن أدع هذه المناسبة دون كلمة عن موضوع الكتاب ذاته، وصلة هذا الموضوع الخطير بحياة الامّة ومشاكلها وأهميتها المتنامية على مرّ الزمن على الصعيد الإسلامي والصعيد البشري على السواء.
فالامّة على الصعيد الإسلامي- وهي تعيش جهادها الشامل ضدّ تخلّفها وانهيارها وتحاول التحرّك السياسي والاجتماعي نحو وجود أفضل وكيان أرسخ واقتصاد أغنى وأرفه- سوف لن تجد أمامها عقيب سلسلة من محاولات الخطأ والصواب إلّاطريقاً واحداً للتحرّك، وهو التحرّك في الخطّ الإسلامي، ولن تجد