ونضيف إلى هذه الدواعي ذات الطابع المالي النوع الآخر من الدواعي، أي الدوافع الروحية والرسالية التي تعني إحساس الفرد المسلم في المجتمع الإسلامي بمسؤوليته وواجبه في المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية لمجتمعه، وإعداد كلّ ما يُستطاع من قوة، كما أمر القرآن الكريم[1]، فإنّ هذا الإحساس المسؤول يعتبر من أهمّ الدوافع في مجتمعٍ تغمره القيم الثورية الإسلامية، وتسود أبناءه الروح القيادية والطموحات الكبرى، وكذلك أيضاً دواعي الإحسان والإيثار، وقضاء حاجات المستضعفين في الأرض ممّن يحصلون على قروضٍ من البنك بدون فائدة.
(رابعاً): إذا تمّت عملية التجميع واستطاع البنك الإسلامي- وفقاً لِمَا تقدّم- أن يستوعب كلّ تلك الكمّيات المتفرّقة من النقود كان له دَوْرانِ في مجال توظيفها:
الدور الأول: بالنسبة إلى الودائع التي تمّ إيداعها بالشكل الأول.
ويتلخّص هذا الدور في قيام البنك:
أولًا: بالإقراض منها بدون فائدةٍ للمحتاجين إلى إنفاق القرض في حياتهم الخاصّة، مع وضع بعض الاحتياطات والضمانات للوثوق بالاستيفاء.
وثانياً: بتوظيف المال في مشروعٍ من المشاريع الإنتاجية التي تنسجم مع الإطار الإسلامي للمجتمع، فإذا مارس البنك بنفسه عملية الاستثمار كانت الأرباح كلّها له- أي للدولة الإسلامية- وإذا اتّفق مع جهاتٍ أو أفرادٍ أكفاءٍ للقيام بمشاريع من هذا القبيل كان الربح بين الطرفين وفقاً لنِسَبٍ يتّفق عليها في التعاقد.
[1] الأنفال: 60