فِيهِ»[1]*، «وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ»[2]*.
وإذا لا حظنا الجانب التطبيقي من دور النبوّة الذي مارسه خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله نجد مدى إصرار الرسول على إشراك الامّة في أعباء الحكم ومسؤوليات خلافة اللَّه في الأرض، حتّى أ نّه في جملةٍ من الأحيان كان يأخذ بوجهة النظر الأكثر أنصاراً مع اقتناعه شخصياً بعدم صلاحيتها؛ وذلك لسببٍ واحد، وهو أن يُشعِر الجماعة بدورها الإيجابي في التجربة والبناء.
الوصاية على الثورة ممثَّلة في الإمام:
وليس صنع مجتمع التوحيد بالأمر الهيِّن؛ لأنّه ثورة على الجاهلية بكلّ جذورها، وتطهير للمحتوى النفسي والفكري للمجتمع من جذور الاستغلال ومشاعره ودوافعه؛ ومن هنا كان شوط الثورة أطول عادةً من العمر الاعتيادي للرسول القائد، وكان لابدّ للرسول أن يترك الثورة في وسط الطريق ليلتحق بالرفيق الأعلى وهي في خضمِّ أمواج المعركة بين الحقّ والباطل: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً»[3].
ومن الواضح أنّ الحفاظ على الثورة- وهي بعد لم تحقِّق بصورةٍ نهائيةٍ مجتمع التوحيد- يفرض أن يمتدّ دور النبيّ في قائدٍ ربّانيّ يمارس خلافة اللَّه على
[1] الشورى: 13
[2] التوبة: 71
[3] آل عمران: 144