2- تركيب الفرد المسلم في واقعنا المعاصر
كما توجد قدرات هائلة للدولة الإسلامية تنبع من تركيبها العقائدي كذلك تتميّز بقدراتٍ عظيمةٍ أيضاً تنبع من التركيب العقائدي والنفسي والتأريخي لواقع إنسان العالَم الإسلامي في يومنا الحاضر، فإنّ أيَّ نظامٍ اجتماعيّ لا يمارس دوره في فراغ، وإنّما يتجسّد في كائناتٍ بشريةٍ وعلاقاتٍ قائمةٍ بينهم، وهو من هذه الناحية تتحدّد درجة نجاحه وقدرته على تعبئة إمكانات المجتمع، وتفجير الطاقات الصالحة في أفراده تبعاً لمدى انسجامه إيجاباً أو سلباً مع التركيب النفسي والتأريخي لهؤلاء الأفراد.
ولا نقصد بذلك أنّ النظام الاجتماعي والإطار الحضاري للمجتمع يجب أن يجسّد التركيب النفسي والتأريخي لأفراد المجتمع، ويحوّل نفس ما لديهم من أفكارٍ ومشاعر إلى صيغٍ منظّمة، فإنّ هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً بالنسبة إلى مجتمعات العالم الإسلامي التي تشكو من أعراض التخلّف والتمزّق والضياع وتعاني من ألوان الضعف النفسي؛ لأنّ تجسيد هذا الواقع النفسي المهزوم ليس إلّا تكريساً له واستمراراً في طريق الضياع والتبعية.
وإنّما الذي نقصده أنّ أيّ بناءٍ حضاريّ جديدٍ لمجتمعات التخلّف هذه إذا كان يستهدف وضع اطُرٍ سليمةٍ لتنمية الامّة وتعبئة طاقاتها وتحريك كلّ إمكاناتها