ج- القيم الاجتماعية التي أكّد الإسلام على الاهتمام بها
وهذا المؤشّر يعني أنّ في النصوص الإسلامية من الكتاب والسنّة ما يؤكّد على قيمٍ معيّنةٍ وتبنّيها، كالمساواة والاخوّة والعدالة والقسط ونحو ذلك، وهذه القيم تشكّل أساساً لاستيحاء صيغٍ تشريعيةٍ متطوّرةٍ ومتحرّكةٍ- وفقاً للمستجدات والمتغيّرات- تكفل تحقيق تلك القيم وفقاً لصلاحيات الحاكم الشرعي في ملء منطقة الفراغ. قال اللَّه سبحانه وتعالى:
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ»[1]. «وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»[2]. «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى»[3]. «وَ أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ»[4]. «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»[5].
وكما توجد قيم معلنة إسلامية كذلك نجد في مصادرنا الإسلامية مفاهيمَ معيّنةً وتفسيراتٍ محدّدةً لظواهر اجتماعيةٍ أو اقتصادية، وهذه المفاهيم بدورها تلقي ضوءاً على العناصر المتحرّكة أيضاً.
ومثال ذلك: مفهوم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن الفقر، حيث روي عنه أ نّه قال: «ما جاع فقير إلّابما مُتِّع به غني»[6].
[1] المائدة: 8
[2] المائدة: 42
[3] النحل: 90
[4] الشورى: 15
[5] الحجرات: 13
[6] نهج البلاغة: 533، الحكمة( 328) وفيه: بما مَنَع غنيٌ