1- التركيب العقائدي للدولة الإسلامية
أ- التركيب العقائدي للدولة وهدف المسيرة:
كلّ مسيرةٍ واعيةٍ لها هدف، وكلّ حركةٍ حضاريةٍ لها غاية تتّجه نحو تحقيقها، وكلّ مسيرةٍ وحركةٍ هادفةٍ تستمدّ وقودها وزخم اندفاعها من الهدف الذي تسير نحوه وتتحرّك الى تحقيقه، فالهدف هو وقود الحركة، وهو في نفس الوقت القوة التي تمتصّها عند تحقّق الهدف، فتتحوّل الحركة الى سكونٍ باستنفادها لهدفها.
خذ إليكَ أيّ فردٍ يسعى بجدٍّ في سبيل الحصول على درجةٍ علميةٍ وشهادةٍ معيّنةٍ، فإنّك تلاحظ أنّ الجذوة تظلّ متّقدةً في نفسه تدفعه باستمرارٍ نحو تحقيق الهدف الذي يسعى للحصول عليه، حتى إذا أنجز ذلك انطفأت الجذوة وانتهى التحرّك، وفقد أيَّ مبررٍ للبقاء ما لم يبرز هدف جديد.
والشيء نفسه يصدق على المجتمعات، فإنّها كلّما تبنّت في تحرّكها الحضاري هدفاً أكبر استطاعت أن تواصل السير وتعيش جذوة الهدف شوطاً أطول، وكلّما كان الهدف محدوداً كانت الحركة محدودةً واستنفد التطوّر والإبداع قدرته على الاستمرار بعد تحقّق الهدف المحدود.
ومن هنا واجهت المادّية التأريخية مشكلةً في ما يتّصل بتصوّراتها عن