ملكيّته لرأس المال.
[المهمّة الموضوعيّة:]
وعلى هذا الضوء نشرح المهمّتين: الموضوعية والمذهبية:
أمّا المهمّة الموضوعية التي تدخل في تكوين النشاط الأول للبنك الرأسمالي فهي مساهمة البنك في عملية التنمية الاقتصادية وتوفير حدٍّ أكبر من الإمكانات الإنتاجية؛ وذلك عن طريق تجميع الكمّيات الضئيلة من النقود من أصحابها، وهي كمّيات ليس لها أيّ دورٍ إيجابيّ في عمليات الإنتاج حينما تكون متفرّقة لضآلتها، ولكنّها حينما تتجمّع تشكِّل طاقةً إنتاجيةً كبيرةً وتغطّي مساحةً مهمّةً من الإنتاج الاجتماعي، أي إنّها تتحوّل من مالٍ إلى رأس مالٍ نقديّ بالمعنى الموضوعي.
والبنك هو الذي يتولّى تجميع هذه الكمّيات المتفرّقة وتوظيفها في عمليات الإنتاج الكبيرة، وبهذا يساهم في التنمية الاقتصادية. وقد عبَّرنا عن هذا الدور الذي يؤدّيه البنك في الحياة الاقتصادية بأ نّه هو المهمّة الموضوعية التي ينجزها البنك في بناء الاقتصاد، ونعني بالطابع الموضوعي للمهمّة أ نّها مهمّة موضوعة ومفترضة على أيّ حال وبصورةٍ منفصلةٍ عن الاطر المذهبية للمجتمع، فكلّ مجتمعٍ بحاجةٍ إلى مؤسّسةٍ تقوم بهذه المهمّة لتحويل الكمّيات السلبية من النقود إلى كمّياتٍ إيجابيةٍ مهما كان مذهبه الاقتصادي.
ولكن على الرغم من موضوعية هذه المهمّة وعدم كونها مذهبيةً بطبيعتها فإنّ البنك في المجتمع الرأسمالي يستعمل في سبيل تحقيقها أساليب مذهبية، أي إنّ الطرق التي يتّبعها من أجل إنجاز هذه المهمّة تنبع من النظرة الرأسمالية والمذهب الاقتصادي الرأسمالي؛ ذلك لأنّ البنك لكي يجمع تلك الكمّيات