أ- الإنتاج وأهمّيته في الاقتصاد الإسلامي
إنّ الاقتصاد الإسلامي يتّفق مع كلّ المذاهب الاجتماعية الاخرى في ضرورة الاهتمام بالإنتاج وبذل كلّ الأساليب الممكنة في سبيل تنميته وتحسينه، وتمكين الإنسان الخليفة على الأرض من السيطرة على المزيد من نعمها وخيراتها.
ولكنّ الإسلام حين يطرح تنمية الإنتاج كقضيةٍ يجب السعي اجتماعياً لتحقيقها، يضعها ضمن إطارهِ الحضاري الإنساني، ووفقاً للأهداف العامّة لخلافة الإنسان على الأرض. ومن هنا يختلف عن المذاهب الاجتماعية المادية في التقويم والمنهج اختلافاً كبيراً، فالنظام الرأسمالي- مثلًا- يعتبر تنمية الإنتاج هدفاً بذاتها، بينما الإسلام لا يرى تجميع الثروة هدفاً بذاته، وإنّما هو وسيلة لإيجاد الرخاء والرفاه، وتمكين العدالة الاجتماعية من أن تأخذ مجراها الكامل في حياة الناس، وشرط من شروط تحقيق الخلافة الصالحة على الأرض وأهدافها الرشيدة في بناء مجتمع التوحيد.
وهذا الاختلاف يؤدّي الى فروقٍ عديدةٍ بين موقف الإسلام من عملية الإنتاج ومواقف الاتّجاهات الاجتماعية الاخرى، ونشير في ما يلي الى عددٍ من هذه الفروق: