[المقدّمة]
حينما يجد الإنسان نفسَه مع الطبيعة وثرواتها المختلفة ضمن مجتمعٍ فإنّه يفكّر في حيازة أيّ شيءٍ يُتاح له أن يسيطر عليه ويدّخره لنفسه وانتفاعه، فهو يحوز الأرض، ويحوز آبار النفط، ويقطع الخشب من الغابة، ويستقي الماء من البئر أو النهر، ويحمل الأحجار الطبيعية من الصحراء أو من الجبال، ويصطاد السمك من الماء والطير في الهواء، وهكذا.
وكلّ هذه الألوان من الحيازة تجد لها دافعاً عند الإنسان ما دام يواجه الطبيعة ضمن مجتمع. وأمّا إذا افترضنا الإنسان نفسَه وقد واجه الطبيعة بمفرده ولم يوجد أيّ إنسانٍ آخر قد ينافسه أو يسابقه فإنّ الموقف سيتغيّر والحيازة ستفقد دوافعها في جملةٍ من هذه الحالات، ولكنّها تظلّ عملًا طبيعياً معقولًا في حالاتٍ اخرى.
فمثلًا: لا يبقى للإنسان في حالةٍ من هذا القبيل أيّ مبرّرٍ للتفكير في حيازة المعدن أو حيازة نهرٍ طبيعيّ والسيطرة عليه؛ لأنّه ماذا يريد من ذلك سوى أن يكون النهر حاضراً لتلبية حاجته متى ما أحب، وهذا موجود فعلًا ما دام آمناً من المنافسة، ولكنّه سوف يفكّر على أيّ حالٍ في جلب الخشب من الغابة، أو أخذ الماء من النهر وحيازته إلى مسكنه ومزرعته؛ إذ من الواضح أنّ هذه الحيازة شرط