عظيماً في تأريخ الإنسان، وجسّدت مبادئ الدولة الصالحة تجسيداً كاملًا ورائعاً.
وعلى الرغم من أنّ هذه الدولة قد تولّاها في كثيرٍ من الأحيان بعد وفاة الرسول الأعظم قادةٌ لا يعيشون أهدافها الحقيقية ورسالتها العظيمة؛ فإنّ الإمامة- التي كانت امتداداً روحياً وعقائدياً للنبوّة ووريثاً لرسالات السماء- مارست باستمرار دورها في محاولة تصحيح مسار هذه الدولة وإعادتها إلى طريقها النبويّ الصحيح، وقدّم الأئمة عليهم السلام في هذا السبيل زخماً هائلًا من التضحيات التي توَّجها استشهاد أبي الأحرار وسيّد الشهداء أبي عبد اللَّه الحسين مع الصفوة من أهل بيته وأصحابه في يوم عاشوراء.
وقد امتدّت الإمامة بعد عصر الغيبة في المرجعية، كما كانت الإمامة امتداداً بدورها للنبوّة، وتحمّلت المرجعية أعباء هذه الرسالة العظيمة، وقامت على مرّ التأريخ بأشكالٍ مختلفةٍ من العمل في هذا السبيل أو التمهيد له بطريقةٍ واخرى.
وقد عاش العالِم المسلم الشيعي دائماً- مع كلِّ الصالحين وكلِّ المستضعفين من أبناء هذه الامّة الخيِّرة- عيشة الرفض لكلّ ألوان الباطل، والإصرار على التعلّق بدولة الأنبياء والأئمّة، بدولة الحقّ والعدل التي ناضل وجاهد من أجلها كلّ أبرار البشرية وأخيارها الصالحين.
وقد استطاع الشعب الإيرانيّ المسلم أن يشكِّل القاعدة الكبرى لهذا الرفض البطولي والثبات الصامد على طريق دولة الأنبياء والأئمّة والصدّيقين؛ باعتباره الجزء الأكثر التحاماً مع المرجعية الدينية واسسها الدينية والمذهبية. وقد بلغت هذه القاعدة الرشيدة بفضل القيادة الحكيمة للمرجعية الصالحة التي جسّدها الإمام الخميني- دام ظلّه- قمّةَ وعيها الرسالي والسياسي الرشيد من خلال صراعها المرير مع طواغيت الكفر ومقاومتها الشجاعة لفرعون ايران الحديث، حتى