استطاعت أن تلحق به وبكلِّ ما يمثّله من قوى الاستعمار الكافر أكبر هزيمةٍ يُمنى بها المستعمر الكافر في عالمنا الإسلاميّ العظيم.
وكان من الطبيعي أن يزداد الشعب الإيراني المسلم إيماناً برسالته التأريخية العظيمة وشعوراً بأنّ الإسلام هو قَدرُه العظيم؛ لأنّه بالإسلام وبزخم المرجعية التي بناها الإسلام وبالخميني القائد استطاع أن يكسر أثقل القيود ويحطّم عن معصميه تلك السلاسل الهائلة، فلم يعد الإسلام هو الرسالة فحسب، بل هو أيضاً المنقذ والقوة الوحيدة في الميدان التي استطاعت أن تكتب النصر لهذا الشعب العظيم.
ومن هنا كان طرح المرجعية الرشيدة للجمهورية الإسلامية- شعاراً وهدفاً وحقيقةً- تعبيراً حيّاً عن ضمير الامّة، وتتويجاً لنضالها بالنتيجة الطبيعية، وضماناً لاستمرار هذا الشعب في طريق النصر الذي شقّه له الإسلام.
والشعب الإيراني العظيم- بحمله لهذا المنار وممارسته مسؤوليته في تجسيد هذه الفكرة وبناء الجمهورية الإسلامية- يطرح نفسه لا كشعب يحاول بناء نفسه فحسب، بل كقاعدةٍ للإشعاع على العالم الإسلامي وعلى العالم كلّه في لحظاتٍ عصيبةٍ من تأريخ هذه الإنسانية، يتلفّت فيها كلّ شعوب العالم الإسلامي إلى المنقذ من هيمنة الإنسان الاوروبي والغربي وحضارته المستغلّة، ويتحسَّس فيها كلّ شعوب العالم بالحاجة إلى رسالةٍ تضع حدّاً لاستغلال الإنسان للإنسان.
وعلى هذا الأساس يقوم الشعب الإيراني المسلم في هذه اللحظات الزاخرة بالتأريخ والغنيّة بمعاني البطولة والجهاد والمفعَمة بمشاعر النصر وإرادة التغيير، يقوم هذا الشعب بدوره التأريخي، فيصنع لأول مرّةٍ في تأريخ الإسلام الحديث دستور الجمهورية الإسلامية، ويصمِّم على أن يجسِّد هذا الدستور في تجربةٍ رائعةٍ ورائدة.