والإيمان بسيّدٍ واحدٍ ومالكٍ واحدٍ للكون وكلّ ما فيه، وهذا هو التوحيد الخالص الذي قام على أساسه الإسلام وحملت لواءه كلّ ثورات الأنبياء تحت شعار «لا إلهَ إلّااللَّه»: «صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عابِدُونَ»[1]. «يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ»[2].
ثانياً: إقامة العلاقات الاجتماعية على أساس العبودية المخلِصة للَّه، وتحرير الإنسان من عبودية الأسماء التي تمثِّل ألوان الاستغلال والجهل والطاغوت: «ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها»[3].
ثالثاً: تجسيد روح الاخوّة العامّة في كلّ العلاقات الاجتماعية بعد محو ألوان الاستغلال والتسلّط. فما دام اللَّه سبحانه وتعالى واحداً ولا سيادة إلّاله والناس جميعاً عباده ومتساوون بالنسبة إليه، فمن الطبيعي أن يكونوا إخوةً متكافئين في الكرامة الإنسانية والحقوق كأسنان المشط على ما عبّر الرسول الأعظم[4]. ولا تفاضل ولا تمييز في الحقوق الإنسانية، ولا يقوم التفاضل في مقاييس الكرامة عند اللَّه تعالى إلّاعلى أساس العمل الصالح تقوىً أو علماً أو جهاداً: «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى»[5].
رابعاً: أنّ الخلافة استئمان؛ ولهذا عبَّر القرآن الكريم عنها في المقطع الأخير[6] بالأمانة. والأمانة تفترض المسؤولية والإحساس بالواجب؛ إذ بدون
[1] البقرة: 138
[2] يوسف: 39
[3] يوسف: 40
[4] من لا يحضره الفقيه 4: 379، الحديث 5798
[5] النجم: 39
[6] وهي قوله تعالى:« إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ …»، الاحزاب: 72