ما يكون أحد الوسطاء المتنوّعين الذين يتفنّن المجتمع الرأسمالي في صنعهم وتوزيع الأدوار عليهم.
ومن هنا يعيد الإنتاج عمله في صنع السلعة من جديدٍ بمجرّد تصريفها على هؤلاء الوسطاء بقطع النظر عن الحاجة الحقيقية للمستهلكين وحجمها الواقعي، وبهذا يتراكم الإنتاج، وتحدث الأزمات، ويضطرّ الرأسماليون إلى إيقاف العمل وحتى إلى إتلاف كمّياتٍ كبيرة من البضاعة حفاظاً على درجةٍ من التناسب بين العرض والطلب.
وهذا اللون من الإفراط في الإنتاج نتيجة خداع طلب الوسطاء، ووجود الهوَّة الكبيرة بين المنتج والمستهلك، وهذه الهوّة لا وجود لها في الاقتصاد الإسلامي؛ لأنّه يتّجه إلى استئصال الأدوار الطفيلية لهؤلاء الوسطاء، ويقرِّب عمليتي الإنتاج والاستهلاك إحداهما من الاخرى، وبهذا ينجو الإنتاج في المجتمع الإسلامي من مشاكل هذه الوفرة التي لا توجد مبرّرات موضوعية لها، وتقوم الدولة بتوجيهه وفقاً للحاجات الحقيقية في المجتمع.
القاعدة 3
الإنتاج لخدمة الإنسان، وليس الإنسان لخدمة الإنتاج.