للحياة تحدّياً صارخاً لُاسسها الفكرية وإيديولوجيتها الحضارية، كما وجدت في إصراركم الشجاع على طرد الشاه من السلطة والقضاء على حكمه تحدّياً صارخاً لمصالحها السياسية وتصوّراتها العملية؛ وذلك أنّ الحضارة الاوروبّية للإنسان الاوروبي والأمريكي ظنّت منذ أمدٍ طويلٍ أ نّها صفّت الإسلام نهائياً واستطاعت أن تفرض على المسلمين- عسكرياً أو سياسياً أو ثقافياً- التخلّي عنه واستبداله بتقليد الإنسان الغربي في مناهجه وطرائقه في الحياة.
وقال الجناح الغربي من الحضارة الاوروبية: إنّ اوروبّا لم تتطوّر إلّاحين فصلت الدين عن الحياة. وقال الجناح الشرقي: إنّ الدين أفيون الشعوب، فلكي تستطيع الشعوب أن تكافح من أجل الحرّية لا بدّ لها أن تتخلّى عن الدين.
وأنتم أقدر الناس على الردّ على هاتين الاكذوبتين معاً؛ لأنّكم تردّون عليهما من واقع حياتكم وتجربتكم، فلم يكن العائق عن تطوّر الشعب الإيراني المسلم ونموّه الحقيقي إلّاابتعاده عن الإسلام وفرض النظام الشاهنشاهي عليه وما يعبّر عنه من أفكار الجاهلية وقيمها، ولم تكن الطاقة التي دفعت الشعب إلى الثورة وتحطيم الطاغوت إلّاالدين وهذا الإسلام الذي سوف تختارونه غداً منهجاً للحياة وطريقاً للبناء.