والعدل والمساواة.
ولم يكن الإمام الخميني في طرحه لشعار الجمهورية الإسلامية إلّا استمراراً لدعوة الأنبياء، وامتداداً لدور محمدٍ وعليٍّ عليهما السلام في إقامة حكم اللَّه على الأرض، وتعبيراً صادقاً عن أعماق ضمير هذه الامّة التي لم تعرف لها مجداً إلّا بالإسلام، ولم تعشْ الذلّ والهوان والبؤس والحرمان والتبعية للكافر المستعمر إلّا حين تركت الإسلام وتخلّت عن رسالتها العظيمة في الحياة.
وليست الشريعة الإسلامية خياراً من خيارين، بل لا خيار سواها؛ لأنّها حكم اللَّه تعالى وقضاؤه في الأرض وشريعته التي لا بديل عنها: «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ»[1]. ولكنّ الإمام أراد أن يؤكّد الشعب الإيراني المسلم من جديدٍ اختياره وإرادته وجدارته بتحمّل هذه الأمانة العظيمة بوعيٍ وتصميم.
ولا شكّ أ نّكم باختيار الجمهورية الإسلامية منهجاً في الحياة وإطاراً للحكم تؤدّون فريضةً من أعظم فرائض اللَّه تعالى، وتُعيدون إلى واقع الحياة روح التجربة التي مارسها النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وكرَّس حياته كلّها من أجلها، وروح الاطروحة التي جاهد من أجلها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وحارب لحسابها المارقين والقاسطين، وروح الثورة التي ضحّى الإمام الحسين عليه السلام بآخر قطرةٍ من دمه الطاهر في سبيلها.
إنّكم بالاختيار العظيم تحقِّقون للدماء الطاهرة التي اريقت قبل ثلاثة عشر قرناً على ساحة كربلاء هدفها الكبير.
ومن الطبيعي أن تجد الحضارة الغربية في اختياركم الواعي للإسلام منهجا
[1] الأحزاب: 36