ومواصلة حملها، وهؤلاء أنبياء يوحى إليهم، وهم أئمّة بمعنى أ نّهم أوصياء على الرسالة وليسوا أصحاب رسالة: «وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ* وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ»[1]، «وَ جَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ** وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ»[2].
والشكل الآخر: هو الوصاية بدون نبوّة، وهذا هو الشكل الذي اتّخذه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأمرٍ من اللَّه تعالى، فعيَّن أوصياءه الاثني عشر[3] من أئمّة أهل البيت، ونصّ على وصيّه المباشر بعده عليِّ بن أبي طالبٍ في أعظم ملًا من المسلمين.
ولعلّ الذي يحدِّد هذا الشكل أو ذاك مدى إنجاز الرسول القائد لتبليغ رسالته، فإذا كان قد أكمل تبليغها أخذت السماء بالشكل الثاني، كما هو الحال بالنسبة إلى سيّد المرسلين كما نصّ القرآن الكريم: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً»[4]. وإذا كانت الرسالة والثورة بحاجةٍ إلى وحيٍ مستمرٍّ واتصالٍ مباشرٍ بما تتنزّل به الملائكة من قرارات السماء اتّخذ الشكل الأول.
ويلاحظ في تأريخ العمل الربّاني على الأرض أنّ الوصاية كانت تُعطى غالباً لأشخاصٍ يرتبطون بالرسول القائد ارتباطاً نسبياً أو لذرّيته وأبنائه، وهذه
[1] الأنبياء: 72- 73
[2] السجدة: 23- 24
[3] الكافي 1: 292- 328 من كتاب الحجّة
[4] المائدة: 3