الثروة عن أيّ إطارٍ مذهبيّ من هذا القبيل وأخذنا نموّ الثروة بالمفهوم المطلق للثروة فليس من المعقول أن نتقبّل نموّاً للثروة يقوم على أساس رأس المال بصورةٍ منفصلةٍ عن العمل.
وأمّا حينما نأخذ نموّ الثروة بالمفهوم النسبي- أي نموّها بما هي ملكية لشخصٍ معيّنٍ وبالتالي تنمية ملكية ذلك الشخص- نجد بالإمكان افتراض تنمية الثروة بهذا المعنى على أساس رأس المال بصورةٍ منفصلةٍ عن العمل، أي إنّ مَن تنمو ثروته لا يعمل شيئاً، ولكنّ ثروته تزداد بحكم ملكيته لرأس المال وفقاً للعلاقات الرأسمالية. وعلى هذا الضوء يمكننا أن نفهم المهمّة المذهبية للبنك الرأسمالي، وهي تتلخّص:
أولًا: في خلق رأس مالٍ يتمتّع بالقدرة الرأسمالية على تنمية الملكية بصورةٍ منفصلةٍ عن أيّ عملٍ وجهدٍ من قِبَل ذلك الذي تنمو ملكيته، وهذا ما يحصل عن طريق تجميع الكمّيات الضئيلة الذي يجعل منها رأس مالٍ قادر على الانتاج وتوفير دخلٍ ثابت لأصحاب هذه الكمّيات تحت اسم الفوائد.
ثانياً: في تكوين ملكياتٍ خاصّةٍ كبيرةٍ بدرجةٍ تؤهّل أصحابها لقيادة الحياة الاقتصادية وتوجيهها على العموم، فإنّ التجميع الهائل للكمّيات المتفرّقة بقدر ما يحقّق من قدراتٍ جديدةٍ لهذه الأموال في مجال الإنتاج بصورةٍ موضوعيةٍ يحقّق في الوقت نفسه قدراتٍ كبيرةً لُاولئك الذين قاموا بعملية التجميع لحسابهم الخاصّ، أي لأصحاب البنك الذين يصبّون كلّ تلك الكمّيات في خزائنهم لكي تقفز الرأسمالية على أيديهم قفزةً كبيرةً بظهور ملكياتٍ خاصّةٍ ذات حجمٍ كبيرٍ جدّاً.
ثالثاً: في تمكين الرأسمالية- الحريصة على الابتعاد عن المخاطرة- من أرباحٍ تتقاضاها على شكل فوائد على قروض، فإنّ البنك بعد أن يتسلّم الودائع