العامّة التي تشتمل على ستمائة حديثٍ عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم في أحكام النجاسة، ولم أجد فيها التعبير بعنوان النجس إلّافي روايتين:
في إحداهما نقل الراوي: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قال: «إنّ الهرَّ ليس بنجس»[1].
وفي الاخرى نقل: أنّ صحابياً واجه النبيّ وهو جنب، فاستحى وذهب واغتسل، واعتذر من النبيّ فقال صلى الله عليه و آله و سلم: «سبحان اللَّه، إنّ المؤمن لا ينجس!»[2].
وهذا يكشف عن ضآلة استعمال لفظة «النجاسة» ودورانها في لسان الشارع، الأمر الذي ينفي استقرار الاصطلاح الشرعيّ بشأن هذه اللفظة.
الوجه الثاني: دعوى حمل النجاسة على النجاسة الشرعية بقرينةٍ حاليةٍ خاصّة، وهي ظهور حال المولى في كونه في مقام المولوية، فلو حمل اللفظ على النجاسة غير الشرعية الاعتبارية لكان هذا إخباراً من قبل المولى عن أمرٍ خارجي، وهو خلاف الظهور الحاليّ المذكور.
ويرد عليه- مضافاً إلى إمكان منع هذا الظهور في القرآن الكريم الذي له أغراض تربوية شتّى-: أنّ نجاسة المشرك ذكرت تعليلًا لحكمٍ شرعي، وهذا مناسب لمقام المولوية، سواء اريد بالعلّة النجاسة الشرعية أو النجاسة الواقعية.
الوجه الثالث: دعوى أنّ الأمر دائر بين القذارة الخارجية والقذارة الاعتبارية، والأوّل لا يحتمل كونه علّةً لمنع المشركين من الاقتراب إلى المسجد الحرام: إمّا لوضوح عدم انطباقها على كثيرٍ منهم، وإمّا لوضوح أنّ مجرّد القذارة
[1] كنز العمال 9: 400، الحديث 26683
[2] السنن الكبرى 1: 189