الإجماع في نفسها.
وقد أشرنا سابقاً[1] إلى أنّ منشأ الوثوق بإجماع المتقدّمين على المحقّق رحمه الله واتّفاقهم على النجاسة مجموع امورٍ ثلاثة، وهي: استفاضة نقل الإجماع، وعدم نقل الخلاف، والعبارات التي يمكننا تحصيلها مباشرةً من أقوال المتقدمين ممّا يدلّ على الإفتاء بالنجاسة.
أمّا نقل الإجماع في كلمات العلماء المتقدّمين على المحقّق الحلّي، الذي تحفّظ في المعتبر من دعوى الإجماع في غير المشرك فقد وجد في جملةٍ من كلماتهم قدّس اللَّه أسرارهم.
فمنها: عبارة السيّد المرتضى قدس سره في الانتصار، حيث ذكر: أنّ ممّا تفرّدت به الإمامية القول بنجاسة سؤر اليهوديّ والنصرانيّ وكلّ كافر، وخالف جميع الفقهاء في ذلك[2].
والتتبّع في كتاب الانتصار يكشف عن أ نّه لا يقصد بالإجماع- حين يدّعيه- ما نريده من الاتّفاق. فقد ادّعى الإجماع في مسائل تشتمل على خلافٍ واضح، كدعواه الإجماع على انفعال البئر[3]، مع مخالفة العمانيّ وابن الغضائريّ وجملةٍ من العلماء[4]، وكدعواه الإجماع على اشتراط إسلام الذابح[5]، وغير ذلك.
ومنها: عبارته أيضاً في شرح الناصريات، والمتن لجدّه الامّي.
[1] راجع الصفحة 304
[2] الانتصار: 88
[3] الانتصار: 89
[4] راجع مختلف الشيعة 1: 187
[5] الانتصار: 403