وقال ماو تسي تونغ موضّحاً الرأي الماركسي في المسألة:
«إنّ مصدر كلّ معرفة يكمن في إحساسات أعضاء الحسّ الجسمية في الإنسان للعالم الموضوعي الذي يحيطه»[1].
«وإذن فالخطوة الاولى في عملية اكتساب المعرفة هي: الاتّصال الأوّلي بالمحيط الخارجي، مرحلة الأحاسيس. الخطوة الثانية هي: جمع المعلومات التي نحصل عليها من الإدراكات الحسّية، وتنسيقها وترتيبها»[2].
وتركِّز النظرية الحسّية على التجربة، فقد دلّلت التجارب العلمية على أنّ الحسّ هو الإحساس الذي تنبثق عنه التصوّرات البشرية. فمن حُرم لوناً من ألوان الحسّ فهو لا يستطيع أن يتصوّر المعاني ذات العلاقة بذلك الحسّ الخاصّ، ولذلك قيل منذ القديم: من فقد حسّاً فقد علماً.
وهذه التجارب- إذا صحّت- إنّما تبرهن علمياً على أنّ الحسّ هو الينبوع الأساسي للتصوّر، فلولا الحسّ لما وجد تصوّر في الذهن البشري، ولكنّها لا تسلب عن الذهن قدرة توليد معانٍ جديدة- لم تدرَك بالحسّ- من المعاني المحسوسة، فليس من الضروري أن يكون قد سبق تصوّراتنا البسيطة جميعاً الإحساس بمعانيها كما تزعم النظرية الحسّية.
فالحسّ على ضوء التجارب الآنفة الذكر هو البنية الأساسية التي يقوم على قاعدتها التصوّر البشري، ولا يعني ذلك: تجريد الذهن عن الفعّالية وابتكار
[1] حول التطبيق: 11
[2] المصدر السابق: 14