وتقوم الفكرة في القنبلة الهيدروجينية على ضمّ نوى ذرّات خفيفة إلى بعضها؛ لتكون بعد اتّحادها نوى ذرّات أثقل منها، بحيث تكون كتلة النواة الجديدة أقلّ من كتلة المكوّنات الأصليّة. وهذا الفرق في الكتلة هو الذي يظهر في صورة طاقة. ومن أساليب ذلك دمج أربع ذرّات هيدروجين بتأثير الضغط والحرارة الشديدين، وإنتاج ذرّة من عنصر الهليوم مع طاقة، هي الفارق الوزني بين الذرّة الناتجة، والذرّات المندمجة، وهو كسر ضئيل جداً في حساب الوزن الذرّي.
نتائج الفيزياء الحديثة:
ويستنتج من الحقائق العلمية التي عرضناها عدّة امور:
أ- أنّ المادّة الأصيلة للعالم حقيقة واحدة مشتركة بين جميع كائناته وظواهره، وهذه الحقيقة المشتركة هي التي تظهر بمختلف الأشكال، وتتنوّع بشتّى التنوّعات.
ب- أنّ خواصّ المركّبات المادّية كلّها عرضية بالإضافة إلى المادّة الأصيلة. فالماء بما يملك من خاصّة السيلان ليس شيئاً ذاتياً للمادّة التي يتكوّن منها، وإنّما هو صفة عرضية؛ وذلك بدليل أ نّه مركّب- كما عرفنا سابقاً- من عنصرين بسيطين، وفي الإمكان إفراز هذين العنصرين عن الآخر، فيرجعان إلى حالتهما الغازية، وتزول صفة الماء تماماً. ومن الواضح: أنّ الصفات التي يمكن أن تزول عن الشيء لا يمكن أن تكون ذاتية له.
ج- أنّ خواص العناصر البسيطة نفسها ليست ذاتية للمادّة أيضاً، فضلًا عن خصائص المركّبات. والبرهان العلمي على ذلك ما مرّ بنا: من إمكان تحوّل بعض العناصر إلى بعض، وبعض ذرّاتها إلى ذرّات اخرى، طبيعياً أو اصطناعياً، فإنّ هذا أمر يدلّ على أنّ خصائص العناصر إنّما هي صفات عرضية للمادّة المشتركة بين