المعارضة الساذجة لا يمكن أن تحطّم المبدأ الضروري العام في التفكير البشري:
(مبدأ عدم التناقض).
والحقيقة التي تبيّناها في عدّة من أمثلة التناقض الديالكتي هي: الصراع والتفاعل بين الأضداد الخارجية، وقد عرفنا فيما سبق أنّ هذا اللون من التفاعل بين الأضداد ليس من مميّزات الديالكتيك، بل هو من مقرّرات الميتافيزيقية، كما عرفناها في نصوص أرسطو.
ولو أردنا أن نقطع النظر عن أخطاء الماركسية في فهم التناقض، وفشلها في محاولات الاستدلال على قانون الديالكتيك، فسوف نجد مع ذلك أنّ التناقض الديالكتي لا يقدّم لنا تفسيراً مقبولًا للعالم، ولا يمكن فيه التعليل الصحيح، كما سوف نتبيّن ذلك في الجزء الرابع من هذه المسألة (المادّة أو اللَّه).
ومن الطريف أن نشير إلى مثل للتناقض قدّمه أحد الكتّاب المحدَثين[1] لتزييف مبدأ عدم التناقض قائلًا:
إنّ مبدأ عدم التناقض يقرّر أنّ كلّ كمية إمّا أن تكون متناهية أو غير متناهية، ولا يمكن أن تكون متناهية وغير متناهية في وقت واحد؛ لاستحالة التناقض، فإذا كان الأمر كذلك فإنّ نصف كمية متناهية يجب أن تكون متناهية دائماً، إنّها لا يمكن أن تكون لامتناهية، وإلّا كان مجموع كمّيتين لا متناهيتين متناهياً، وهذا خلف، ففي السلسلة المحتوية على الكميات:
[1] هو الدكتور محمّد عبد الرحمن مرحبا في كتابه: المسألة الفلسفية