والظواهر الطبيعية، فلماذا يكون الفكر الماركسي معرفة صحيحة للطبيعة دون غيره من هذه الامور مع أ نّها جميعاً نتاجات طبيعية تعكس قوانين الطبيعة؟!
وبهذا نعرف أنّ مجرّد اعتبار الفكر ظاهرة للطبيعة ونتاجاً منها، لا يكفي لأن يكون معرفة حقيقية للطبيعة، بل لا يضع بين الفكرة وموضوعها إلّاعلاقة السببية الثابتة بين كلّ نتيجة وسببها الطبيعي. وإنّما تكون الفكرة معرفة حقيقة إذا آمنا فيها بخاصّة الكشف والتصوير، التي تمتاز بها على كلّ شيء آخر.
وأمّا الدليل البيولوجي على مطابقة الإدراك أو الإحساس للواقع الموضوعي، فهو ما يعرضه لنا النصّ التالي:
«لا تستطيع المعرفة أن تكون وهي في مستوى الإحساس نافعة بيولوجياً في حفظ الحياة، إلّاإذا كانت تعكس الواقع الموضوعي»[1].
«فإذا كان صحيحاً أنّ الإحساس ليس إلّارمزاً دون أ يّما شبه بالشيء، وإذا كان يمكن بالتالي تطابق أشياء عديدة متغايرة، أو أشياء وهمية ومثلها تماماً أشياء واقعية، عندئذٍ يكون التعوّد البيولوجي على البيئة مستحيلًا؛ إذ افترضنا أنّ الحواسّ لا تتيح لنا تعيين اتّجاهنا بيقين وسط الأشياء، والردّ عليها بفعّالية، بيد أنّ كلّ النشاط العملي البيولوجي للإنسان والحيوان يدلّنا على درجات اكتمال هذا التعوّد»[2].
[1] ما هي المادّية؟: 62
[2] نفس المصدر: 35- 36