أنّ فلسفتها هذه ترتكز على العلوم الطبيعية، وتستمدّ رصيدها من التطوّر العلمي في مختلف الحقول.
قال لينين:
«فالمادية الديالكتيكية لم تعد بحاجة إلى فلسفة توضع فوق العلوم الاخرى، وإنّ ما يبقى من الفلسفة القديمة هو نظرية الفكر وقوانينه: المنطقُ الشكلي والديالكتيك»[1].
وقال روجيه غارودي:
«سوف تكون مهمّة النظرية المادّية للمعرفة على وجه التحديد أن لا تقطع أبداً الفكر الفلسفي عن الفكر العلمي ولا عن النشاط العملي التأريخي»[2].
وبالرغم من إصرار الماركسية على الطابع العلمي لفلسفتها ورفض أيّ لون من التفكير الميتافيزيقي، نجد أنّ الماركسية لا تتقيّد في فلسفتها بالحدود العلمية للبحث؛ ذلك أنّ الفلسفة التي تنبع من الخبرة العلمية يجب أن تمارس مهمّتها في الحقل العلمي ولا تتجاوزه إلى غيره، فالمجال المشروع لفلسفة علمية كفلسفة الماركسية في زعمها وإن كان أوسع من المجال المنفرد لكلّ علم، لأنّها تستهدي بمختلف العلوم، ولكن لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون أوسع من المجالات العلمية مجتمعة، أي: المجال العلمي العام، وهو الطبيعة التي يمكن إخضاعها للتجربة أو الملاحظة الحسّية المنظّمة.
فليس من صلاحية الفلسفة العلمية أن تتناول في البحث مسائل ما وراء
[1] ماركس، أنجلس والماركسية: 24
[2] ما هي المادّية؟: 46