التي يقوم على أساسها النظام الرأسمالي والاقتصاد الحرّ.
وينطلق من هنا عملاق المادّة، يغزو ويحارب، ويقيِّد ويكبّل، ويستعمر ويستثمر؛ إرضاءً للشهوات وإشباعاً للرغبات.
فانظر ماذا قاست الإنسانية من ويلات هذا النظام، باعتباره مادّياً في روحه وصياغته، وأساليبه وأهدافه، وإن لم يكن مركّزاً على فلسفة محدَّدة تتّفق مع تلك الروح والصياغة، وتنسجم مع هذه الأساليب والأهداف كما ألمعنا إليه؟!!
وقدِّرْ بنفسك نصيب المجتمع الذي يقوم على ركائز هذا النظام ومفاهيمه من السعادة والاستقرار، هذا المجتمع الذي ينعدم فيه الإيثار والثقة المتبادلة، والتراحم والتعاطف الحقيقي، وجميع الاتّجاهات الروحية الخيِّرة، فيعيش الفرد فيه وهو يشعر بأ نّه المسؤول عن نفسه وحده، وأ نّه في خطر من قبل كلّ مصلحة من مصالح الآخرين التي قد تصطدم به. فكأ نّه يحيا في صراع دائم ومغالبة مستمرّة، لا سلاح له فيها إلّاقواه الخاصّة، ولا هدف له منها إلّامصالحه الخاصّة.