عدداً من الأمثلة، وأقامت على أساسها قانونها العام.
ومن هاتيك الأمثلة التي ضربتها عليه هو مثال الماء حين يوضع على النار، فترتفع درجة حرارته بالتدريج، وتحدث بسبب هذا الارتفاع التدريجي تغيّرات كمّية بطيئة، ولا يكون لهذه التغيّرات في بادئ الأمر تأثير في حالة الماء من حيث هو سائل، ولكن إذا زيدت حرارته إلى درجة (100)، فسوف ينقلب في تلك اللحظة عن حالة السيلان إلى الغازية، وتتحوّل الكمية إلى كيفية، وهكذا الأمر إذا هبطت درجة حرارة الماء إلى الصفر، فإنّ الماء سوف يتحوّل في آن واحد ويصبح جليداً[1].
ويستعرض (أنجلز) أمثلة اخرى على قفزات الديالكتيك من الحوامض العضوية في الكيمياء التي تختصّ كلّ واحدة منها بدرجة معيّنة لانصهارها أو غليانها، وبمجرّد بلوغ السائل تلك الدرجة يقفز إلى حالة كيفية جديدة. فحامض النمليك- مثلًا- درجة غليانه (100)، ودرجة انصهاره (15). وحامض الخليك نقطة غليانه (118)، ونقطة انصهاره (17). وهكذا …[2] فالمركّبات (الهيدرو كاربونية) تجري طبقاً لقانون القفزات والتحوّلات الدفعية في غليانها وانصهارها.
ونحن لا نشكّ في أنّ التطوّر الكيفي في جملة من الظواهر الطبيعية، يتمّ بقفزات ودفعات آنية، كتطوّر الماء في المثال المدرسي السابق الذكر، وتطوّر الحوامض العضوية (الكربونية) في حالتي الغليان والانصهار، وكما في جميع المركّبات التي تكون طبيعتها وخواصّها متعلّقة بالنسبة التي يتأ لّف بحسبها كل
[1] ضد دوهرنك: 211- 212، والمادّية الديالكتيكية والمادّية التأريخية: 19- 20
[2] ضد دوهرنك: 214