وقال أنجلز:
«رأينا فيما سبق بأنّ قوام الحياة هو: أنّ الجسم الحيّ في كلّ لحظة هو هو نفسه، وفي عين تلك اللحظة هو ليس إيّاه، هو شيء آخر سواه. فالحياة- إذن- هي تناقض مستحكم في الكائنات والعمليات ذاتها»[1].
لا شكّ في أنّ الكائن الحيّ يحتوي على عمليتين- حياة وموت- متجدّدتين، وما دامت هاتان العمليتان تعملان عملهما، فالحياة قائمة. ولكن ليس في ذلك شيء من التناقض؛ لأنّنا إذا حلّلنا هاتين العمليتين اللتين نضيفهما بادئ الأمر إلى كائن حيّ واحد، نعرف أنّ عملية الموت وعملية الحياة لا تتّفقان في موضوع واحد. فالكائن الحيّ يستقبل في كلّ دور خلايا جديدة، ويودّع خلايا بالية. فالموت والحياة يتقاسمان الخلايا، والخلية التي تفنى في لحظة، غير الخلية التي توجد وتحيا في تلك اللحظة. وهكذا يبقى الكائن الحيّ الكبير متماسكاً؛ لأنّ عملية الحياة تعوّضه عن الخلايا التي ينسفها الموت بخلايا جديدة، فتستمرّ الحياة حتّى تنتهي إمكاناته، وتنطفئ شعلة الحياة منه. وإنّما يوجد التناقض لو أنّ الموت والحياة استوعبا في لحظة خاصّة جميع خلايا الكائن الحيّ. وهذا ما لا نعرفه من طبيعة الحياة والأحياء؛ فإنّ الكائن الحيّ لا يحمل في طيّاته إلّا إمكان الموت، وإمكان الموت لا يناقض الحياة، وإنّما يناقضها الموت بالفعل.
3- التناقض في مقدرة الإنسان على المعرفة، قال أنجلز يعرض مبدأ التناقض في الديالكتيك:
[1] ضد دوهرنك: 203