ولم يبرهن الفيلسوف (الشيرازي) على الحركة الجوهرية فحسب، بل أوضح أنّ مبدأ الحركة في الطبيعة من الضرورات الفلسفية للميتافيزيقية. وفسّر على ضوئه صلة الحادث بالقديم[1] وعدّة من المشاكل الفلسفية الاخرى: كمشكلة الزمان[2] ومسألة تجرّد المادّة، وعلاقة النفس بالجسم[3].
فهل يصحّ بعد هذا كلّه اتّهام الإلهية أو الميتافيزيقا بأ نّها تؤمن بجمود الطبيعة وسكونها؟!
والحقيقة: أنّ هذا الاتّهام لا مبرّر له إلّاسوء فهم المادّية الديالكتيكية
______________________________
– وبسببها تحصل الحركة السطحية في ظواهر الجسم وأعراضه.
وليس في المستطاع الآن أن نعرض الحركة الجوهرية وبراهينها بأكثر من هذه اللمحة. (المؤلّف قدس سره)، يراجع الأسفار الأربعة 3: 61، الفصل 19، و: 46، الفصل 20. والجزء 4: 273، بحث وتدقيق
[1] والمشكلة في صلة الحادث بالقديم هي: أنّ العلّة باعتبارها قديمة وأزلية يجب أن تكون علّة لما يناسبها، ويتّفق معها في القدم والأزلية. وعلى هذا الأساس خُيِّل لعدّة من الميتا فيزيقيين: أنّ الإيمان بالخالق الأزلي يحتّم من ناحية فلسفية الاعتقاد بقدم العالم وأزليّته؛ لئلّا ينفصل المعلول عن علّته. وقد حلّ الشيرازي هذه المشكلة على ضوء الحركة الجوهرية القائلة: إنّ عالم المادّة في تطوّر وتجدّد مستمرّ، فإنّ حدوث العالم على هذا الأساس كان نتيجة حتمية لطبيعته التجدّدية، ولم يكن لأجل حدوث العلّة وتجدّد الخالق الأوّل.( المؤلّف قدس سره)، راجع الأسفار الأربعة 3: 128، الفصل 33، و: 68، الفصل 21
[2] فقد قدّم( الشيرازي) تفسيراً جديداً للزمان، يردّه فيه إلى الحركة الجوهرية للطبيعة، وبهذا أصبح الزمان في مفهومه الفلسفي هذا مقوِّماً للجسم، ولم يعد شيئاً مجرّداً مستقلًا عنه.( المؤلّف قدس سره)، يلاحظ الأسفار الأربعة 3: 115- 118، الفصل 30
[3] سوف نعرض لتجرّد المادّة، وعلاقة النفس بالجسم، في الجزء الأخير من هذه المسألة.( المؤلّف قدس سره)، يراجع الأسفار الأربعة 8: 343، الفصل 3