انعكاس العالم الموضوعي في ضمير الإنسان الشيء المنعكس، وأن لا يتضمّن شيئاً غريباً عنه: شيئاً جيء به على نحو ذاتي. إنّ التفسير الذاتي وفقاً لوجهة النظر النسبية المرونة المفاهيم، هو إضافة غريبة تماماً، كالمبالغة الغيبية الذاتية في تجريدات المنطق الشكلي»[1].
هذه النصوص تدلّ على المحاولة التي اتّخذتها الماركسية لترفع على أساسها يقينها الفلسفي. وهي محاولة تطبيق قانون الديالكتيك على الحقيقة.
فالإنسان وإن لم تكن لديه حقيقة مطلقة في مجموع أفكاره، غير أنّ سلبية إمكان الحقيقة المطلقة عن أفكاره ليس لأجل أ نّها كومة من أخطاء مطلقة تجعل المعرفة الصحيحة مستحيلة على الإنسان نهائياً، بل لأنّ الحقائق التي يملكها الفكر الإنساني حقائق تطوّرية، تنمو وتتكامل على طبق قوانين الديالكتيك، فهي لذلك حقائق نسبية وفي حركة مستمرّة.
قال لينين:
«يجب أن لا يتصوّر الفكر (يعني الإنسان) الحقيقة في شكل مجرّد مشهد (صورة شاحبة باهتة) بدون حركة. إنّ المعرفة هي الاقتراب اللامتناهي الأبدي للفكر نحو الشيء.
يجب فهم انعكاس الطبيعة في فكر الإنسان ليس كشيء جامد مجرّد، بدون حركة، بدون تناقضات، وإنّما كعملية تطوّر أبدية للحركة لولادة التناقضات وحلّ هذه التناقضات»[2].
[1] المنطق الشكلي والمنطق الديالكتي: 51
[2] المنطق الشكلي والمنطق الديالكتي: 10. نقلًا عن الدفاتر الفلسفيّة: 167- 168