ثمّ إنّ السيّد الاستاذ[1] فرَّع على طهارة المسكر غير المتعارف الحكم بطهارة «الاسبرتو» المتّخذ من الأخشاب، أو المتّخذ من الخمر، المعبّر عنه بجوهر الخمر، المتحصّل بتبخير الخمر وأخذ عرقها؛ لأنّه من المسكر غير المتعارف شربه، ولا يصدق عليه عنوان الخمر. أمّا ما كان منه متّخذاً من الأخشاب فعدم خمريّته واضح، وأمّا ما اخذ من الخمر بالتبخير فلأنّ التبخير يوجب الاستحالة، كما في تبخير البول وغيره.
والصحيح: أنّ ما يتّخذ من الأخشاب ليس مسكراً، بل هو سمّ قاتل.
وتوضيح ذلك: أنّ مادّة المسكر- وهي الكحول- من مشتقّات الفحوم الهيدروجينية التي هي من مشتقّات الكيمياء العضوية، ويراد بالكيمياء العضوية:
العلم الذي يبحث في تركيبات الفحم و «الهيدروجين» و «الاوكسجين» وأحد المركّبات التي اكتشفت في هذا العلم مركّب من الفحم و «الهيدروجين»، وتسمّى بمركّبات الفحم «الهيدروجينية»، ويكثر وجودها في البترول وغيره، وهي سمّ قاتل.
إلّاأ نّه يمكن إجراء تعديلٍ كيمياويٍّ عليها، بأن تستبدل ذرّة من الهيدروجين منها بمركّبٍ كيمياويٍّ يشتمل على الهيدورجين والاوكسجين بنسبة تختلف عن نسبتها في الماء، وبذلك تتحوّل إلى مادّةٍ اخرى تسمّى بالكحول، فإذا استبدلت منه ذرّة واحدة يسمّى بالكحول الاحادي، وإذا استبدلت ذرّتان يسمّى بالكحول الثنائي … وهكذا. وأخذ هذه الذرات منه يخفف سمّيته أو يزيلها.
فالكحول الثنائي وما بعده ليس فيه سمّ، وتظهر فيه حلاوة كحلاوة السكّر، وليس فيه إسكار أصلًا. والكحول الاحادي خفيف السمّية، وهو الذي ينشأ منه
[1] التنقيح 2: 100