فلا بأس»[1].
إذ يدَّعى: أنّ التفصيل بين حالة الرطوبة وعدمها يوجب انسباق الذهن العرفيّ إلى محذور سراية النجاسة.
واحتمال أن يكون المحذور هو الحرمة التكليفية للأكل من سفرةٍ عليها خمر، وفي حالة عدم اليبوسة يصدق هذا العنوان فيحرم مدفوع: بأنّ السؤال إنّما هو عن وضع الطعام على السفرة، لا الأكل، أللهمّ إلّاأن يكون أخذ ذلك مورداً للسؤال، باعتباره مؤدّياً عادةً إلى الأكل من تلك السفرة، أو يكون من المحتمل في ارتكاز المتشرّعة حرمة نفس وضع الطعام على سفرةٍ عليها خمر.
ومنها: رواية يونس في الميتة، عنهم عليهم السلام قالوا: «خمسة أشياءٍ ذكيّة ممّا فيه منافع الخلق …، وإنّما كره أن يؤكل سوى الأنفحة، ممّا في آنية المجوس وأهل الكتاب؛ لأنّهم لا يَتَوَقَّونَ الميتة والخمر»[2].
ولولا نجاسة الخمر لم يكن وجه للاجتناب عن الأواني التي يشرب بها.
غير أنّ الكراهة في الرواية ليس لها ظهور في حكم إلزامي. والرواية ساقطة سنداً بإسماعيل بن مرّار.
ومنها: رواية محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن آنية أهل الذمّة والمجوس، فقال: «لا تأكلوا في آنيتهم، ولا من طعامهم الذي يطبخون، ولا في آنيتهم التي يشربون فيها الخمر»[3].
وإطلاق النهي لفرض عدم وجود شيءٍ من العين ينسبق منه عرفاً النجاسة.
[1] وسائل الشيعة 24: 233، الباب 62 من أبواب الأطعمة المحرّمة، الحديث 4
[2] وسائل الشيعة 24: 179، الباب 33 من أبواب الأطعمة المحرّمة، الحديث 2
[3] وسائل الشيعة 3: 518، الباب 72 من أبواب النجاسات، الحديث 2