باللَّه أ نّه كالإيمان باللَّه في كونه دخيلًا في الإسلام وكفر منكره.
ولكنّا نلاحظ أنّ هذا العطف لا يدلّ على شيءٍ من ذلك، وإنّما يعبّر عطف الإيمان باليوم الآخر عن التهديد بالنار في مقام التأكيد على ما ذكر في صدر الكلام من الردّ إلى اللَّه والرسول، أو عدم كتمان ما في الأرحام، ونحو ذلك.
وكذلك استدلّ- مدّ ظلّه- بقوله تعالى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ»[1].
وذلك لعطف الإيمان باليوم الآخر على الإيمان باللَّه، غير أنّ ذلك لا يعني كونه في حكمه الخاصّ المبحوث عنه هنا.
ويمكن أن يستدلّ أيضاً بقوله تعالى: «إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ»[2].
إذ بيّن خصوصيّتين في مقام الانتقاص منهم، وظاهر ذلك كونهما نقصين عَرَضِيّين، فلو كان إنكار الآخرة نقصاً على أساس رجوعه إلى الكفر باللَّه لَما تمّ ذلك.
ويرد عليه: أنّ كونه نقصاً مستقلّاً شيء، وكون هذا النقص ملاكاً مستقلّاً للكفر شيء آخر، وعليه فَدَخل الإيمان بالمعاد في الإسلام إنّما هو باعتبار كونه من أوضح وأبدهِ ما اشتملت عليه الرسالة، وليس قيداً مستقلّاً في الإسلام.
والقيد الآخر: ما ذكره جماعة من الفقهاء[3]، بل ادّعي أ نّه المشهور، وهو:
أن لا يكون منكراً لضروريٍّ من ضروريّات الدين.
[1] البقرة: 177
[2] يوسف: 37
[3] إرشاد الأذهان 1: 239، الدروس الشرعيّة 1: 124، الروضة البهيّة 1: 49