المحتمل- بدرجة كبيرة جدّاً- صدق القضية الشرطية التالية، وهي: «إذا كان المشهد ذاتياً فسوف لن يتكرّر بصورة مماثلة».
ثانياً: نثبت أنّ احتمال رؤية نفس المشهد السابق، على تقدير افتراض أ نّه موضوعي، ليس ضئيلًا بدرجة احتمال رؤية مشهد مماثل على تقدير الذاتية.
ثالثاً: وحينما نجدّد رؤيتنا، فنجد مشهداً متطابقاً مع المشهد الذي رأيناه أوّلًا، نستطيع أن نبرهن بالقضية الشرطية التي أبرزناها في الخطوة الاولى أ نّه مشهد موضوعي؛ لأنّ تلك القضية تقرّر: أنّ المشهد إذا لم يكن موضوعياً فلا يتكرّر بصورة متماثلة، وحيث أ نّا نعلم بكذب الجزاء فعلًا فسوف يكون الطريق الوحيد للقضية الشرطية- لكي تحافظ على صدقها- أن تنفي شرطها، أي أن تثبت موضوعية الحادثة، وبهذا نحصل على قيمة احتمالية كبيرة لصالح احتمال موضوعية الحادثة.
وهذا البيان- كما رأينا- يتوقّف على إعطاء قيمة لاحتمال رؤية نفس المشهد السابق، على تقدير افتراض الموضوعية، أكبر من القيمة المعطاة لاحتمال رؤية مشهد مماثل على تقدير افتراض الذاتية، إذ لو كانت القيمتان متساويتين لكانت الحقيقة المحسوسة- وهي تطابق المشهدين- حيادية تجاه كلتا الفرضيّتين. فالتفاوت بين القيمتين شرط أساس لإنجاح هذا البيان.
وتفسير هذا التفاوت على أساس نظرية الاحتمال: أنّ مشهد زيد إذا كان ذاتياً فهو مسبّب عن ذاتي، وذاتي في اللحظة الثانية لا أعرف كيف تقتضي إيجاد المشهد؟ فهناك احتمالات في تحديد نوع اقتضائها في اللحظة الثانية، بعدد الافتراضات الممكنة للمشهد. وبما فيها أيضاً افتراض أن لا تكون ذاتي مقتضية لشيء على الإطلاق في اللحظة الثانية، فقد تقتضي ذاتي في اللحظة الثانية أن يوجد زيد بذراع واحدة أو بثلاث عيون!! … وهكذا. ولمّا كانت الافتراضات