لدينا علم إجمالي ثانٍ بأنّ (ب) الذاتية هذه إمّا أن تكون ناشئة من (ب) الموضوعية، أو من حادثة ذاتية اخرى نرمز إليها ب (ج) مثلًا، إذ ليس من المحتمل أن تكون (ب) الذاتية في هذه الحالة ناشئة من (أ) الذاتية؛ لأنّ (أ) الذاتية غير محتملة. وهذا يعني: أنّ سببية (ب) الموضوعية ل (ب) الذاتية أصبحت طرفاً لعلمين إجماليين، وهذا يجعل احتمال علاقة السببيّة بين (ب) الذاتية و (ب) الموضوعية أكبر من احتمال علاقة السببيّة بين (ب) الذاتية و (ج) الذاتية. وإنّما أصبح ذلك الاحتمال أكبر؛ لأنّه يستمدّ قيمته من احتمال أن يكون هو المعلوم بالعلم الإجمالي الأوّل، ومن احتمال أن يكون هو المعلوم بالعلم الإجمالي الثاني.
وبهذا يصبح احتمال تفسير (ب) الذاتية موضوعياً، أكبر من احتمال تفسيرها ذاتياً على أساس (ج)؛ لأنّ احتمال تفسير (ب) الذاتية موضوعياً يتضمّن افتراض علاقة السببيّة بين (ب) الموضوعية و (ب) الذاتية. واحتمال تفسير (ب) على أساس (ج) يتضمّن افتراض علاقة السببيّة بين (ب) الذاتية و (ج) الذاتية. وحيث أنّ الافتراض الأوّل أكبر احتمالًا من الافتراض الثاني يكون احتمال التفسير الموضوعي أكبر درجة.
10- وبالإمكان الاستدلال على الموضوعية عن طريق الثبات، ونعني به:
أ نّا حينما نكفّ عن إدراك مشهد حسّي معيّن، ثمّ نكرّر رؤيتنا في لحظة تالية، نجد المشهد نفسه، وذلك ضمن الخطوات التالية:
أوّلًا: نثبت أنّ احتمال تكرّر مشهد مماثل للمشهد الأوّل، على تقدير كون المشهد ذاتياً، ضئيل جدّاً؛ لأنّ المشهد إذا كان ذاتياً فسوف ينعدم بتوقّفنا عن إدراكه، وفي اللحظة التاليه حينما ينشأ مشهد ذاتي جديد يعتبر افتراض مماثلته للمشهد الأوّل تماماً واحداً من آلاف الافتراضات الممكنة، وهذا يعني أنّ من