أنّ حادثة الرعد الذاتية التي نحسّ بها دون إحساس بالبرق: إمّا أن تكون مسبّبة عن حادثة رعد موضوعية، وإمّا أن تكون مسبّبة عن حادثة ذاتية اخرى ولنرمز إليها ب (ج). فأمامنا إذن فرضيّتان في سبيل تفسير حادثة الرعد الذاتية تلك.
ثانياً- إذا كانت الحادثة الذاتية مسبّبة عن حادثة ذاتية اخرى، مثلًا كانت (ب) الذاتية مسبّبة عن (ج)، ف (ج) بدورها تتطلّب في سبيل تفسير وجودها، افتراضين محتملين: أحدهما: أن تكون هناك حادثة ما ولنرمز إليها ب (ه)، والآخر: أن يكون بين (ه) و (ج) علاقة السببيّة لكي يوجد (ج) على أساس وجود (ه). وأمّا إذا كانت الحادثة الذاتية مسبّبة عن الحادثة الموضوعية، مثلًا كانت (ب) الذاتية مسبّبة عن (ب) الموضوعية، ف (ب) الموضوعية وإن كانت تتطلّب افتراض وجود حادثة ما وافتراض أن يكون بينها وبين (ب) الموضوعية علاقة السببيّة، إلّاأنّ الافتراض الثاني ثابت على تقدير افتراض أن تكون الحادثة الذاتية مسبّبة عن حادثة موضوعية؛ لأنّ هذا التقدير يفترض في كلّ الحالات التي اقترن فيها (أ) ب (ب)، اقتراناً موضوعياً بين (أ) موضوعية و (ب) موضوعية.
وهذا الاقتران يبرهن استقرائياً على أنّ (أ) الموضوعية سبب ل (ب) الموضوعية.
فسببية (أ) الموضوعية ل (ب)- الموضوعية على تقدير افتراض أنّ الحادثة الذاتية مسبّبة عن حادثة موضوعية- ثابتة ومعلومة. وأمّا سببية (ه) الذاتية ل (ج) الذاتية- على تقدير افتراض أنّ الحادثة الذاتية مسبّبة عن حادثة ذاتية- فهي غير ثابتة ولا معلومة، وهذا يعني أنّ تقدير افتراض الذاتية في الحوادث، يتطلّب افتراضات محتملة، أكثر ممّا يتطلّبه تقدير افتراض الموضوعية فيها، فيكبر احتمال الموضوعية.
ثالثاً- غير أنّ هناك نقطة قد افترضت ضمناً في هذا البيان، وهي: أ نّا نواجه