وبين الطريقة التي شرحناها[1].
وبهذا الصدد يجب أن نتذكّر قصّة الحقائب التي مرّت بنا في بحث نظرية الاحتمال: فقد عرفنا في ذلك البحث أ نّا إذا كنّا نواجه ثلاث حقائب: (أ) و (ج) و (د)، في كلّ منها خمس كرات، و (أ) تحتوي على ثلاث كرات بيضاء فقط، و (ج) تحتوي على أربع كرات بيضاء فقط، و (د) كلّ كراتها الخمس بيضاء.
وافترضنا أ نّا اخترنا عشوائيّاً واحدة من تلك الحقائب، وسحبنا منها ثلاث كرات فظهرت بيضاء، فإنّ احتمال أنّ هذه الحقيبة هي حقيبة (د) سوف تزداد قيمته؛ لأنّ قيمته القبلية (أي قبل إخراج ثلاث كرات بيضاء) 3/ 1، وقيمته البعدية 15/ 10؛ لأنّ إخراج ثلاث كرات بيضاء له صورة واحدة ممكنة بالنسبة إلى حقيبة (أ)، وأربع صور ممكنة بالنسبة إلى حقيبة (ج)، وعشر صور ممكنة بالنسبة إلى حقيبة (د). فهناك- إذن- خمس عشرة صورة ممكنة نعلم علماً إجمالياً بأنّ واحدة منها قد تحقّقت، وعشر صور منها في صالح كون الحقيبة هي (د)، وبذلك يكون الاحتمال البعدي لذلك: 15/ 10/ 3/ 2.
كما أنّ قيمة احتمال أنّ الكرة التالية التي سوف نسحبها بيضاء سوف تصبح بعد الاختبار: 5/ 4؛ لأنّ الحقيبة بعد سحب ثلاث كرات منها تحتوي على كرتين، ولمّا كان من المحتمل أن نسحب أ يّاً منهما فهناك احتمالان إذا ضربناهما في الخمس عشرة صورة المتقدّمة نحصل على ثلاثين صورة تشكّل مجموعةً متكاملةً وعلماً إجمالياً، وأربع وعشرون صورة منها تتضمّن كون الكرة التالية بيضاء، وبذلك تكون قيمة هذا الاحتمال 30/ 24/ 5/ 4.
[1] وقد اعتمدت في عرض رأي( لابلاس) على كتاب المعرفة الإنسانية لرسل: 425.( المؤلّف قدس سره)