الدليل الاستقرائي في رأي (لابلاس[1])
رأينا في ما تقدّم: كيف يسير الدليل الاستقرائي في مرحلته الاولى، وعرفنا أ نّه يسير في هذه المرحلة سيراً استنباطياً، ولا يحتاج في مسيرته هذه إلى شيء إضافة إلى بديهيات نظرية الاحتمال، سوى افتراض احتمالات قبلية لقضايا السببيّة.
ويبدو أنّ بعض أعلام نظرية الاحتمال قد حاولوا أن يجعلوا من الاستقراء نتيجةً مستنبطة من نفس بديهيات نظرية الاحتمال فحسب، دون أن يدخلوا في الموقف أيّ تصوّر مسبق لقضايا السببيّة ولو على مستوى الاحتمال.
وسوف أعرض هنا طريقة انتهجها (لابلاس) في تفسير المرحلة الاستنباطية من الدليل الاستقرائي وربطها بنظرية الاحتمال مباشرة، واقارن بينها
[1] جاء في ترجمته: پيير لاپلاس(Pierre Laplace ):( 1749- 1827 م): فلكيّ ورياضيّ فرنسي، اشتهر بأعماله حول تطبيق نظريّة« نيوتن» في« الدوران» على حركة النظام الشمسي. من أعماله:« النظريّة التحليليّة للاحتمالات»( 1812 م) و« بحث فلسفي حول الاحتمالات»( 1814 م).( لجنة التحقيق)