(أ) و (ب) في التجربة التي أجريناها، وإذا كرّرنا التجربة، ونجحت التجربة الثانية أيضاً، واقترن (ب) فيها ب (أ) فسوف نواجه تجاهها نفس التفسيرين السابقين، إذ ما دامت الصدفة النسبية محتملة في التجربة الاولى، فهي محتملة أيضاً في التجربة الثانية.
وفي هذه الحالة يتدخّل علم إجمالي لتنمية احتمال سببيّة (أ) ل (ب)، وفقاً لنظرية الاحتمال. فبعد تجربتين ناجحتين، نحصل على علم إجمالي تضمّ مجموعة أطرافه أربعة أعضاء هي الحالات الأربع المحتملة في (ت) كما يلي:
1- أنّ (ت) لم يوجد مع كلتا التجربتين.
2- أ نّه وجد مع التجربة الاولى فقط.
3- أ نّه وجد مع التجربة الثانية فقط.
4- أ نّه وجد مع التجربتين.
وهذه الحالات الأربع مجموعة متكاملة، تتكوّن منها مجموعة أعضاء العلم الإجمالي، ولنرمز إلى كلّ عضو في هذه المجموعة ب (ع 2)، وإلى مجموعة أعضاء هذا العلم التي تضمّ كلّ الحالات المحتملة ل (ت) ب (ع 2 ن)، وإلى نفس هذا العلم الإجمالي ب (علم 2) أو (العلم الإجمالي 2). وإذالم يوجد أي مبرّر لتفضيل احتمال وجود (ت) أو احتمال عدمه على الآخر، فسوف ينقسم رقم اليقين على الأعضاء الأربعة بالتساوي.
وحين نلاحظ القائمة الرباعية، نجد أنّ ثلاث حالات منها تستلزم سببيّة (أ) ل (ب)، وهي الحالات الثلاث الاولى؛ لأنّ (ت) غير موجود بموجبها ولو في تجربة واحدة على الأقلّ، فلا يمكن أن يفسّر وجود (ب) في كلتا التجربتين إلّا على أساس افتراض سببيّة (أ) له، ما دمنا قد افترضنا- في الموقف القبلي- رفض الصدفة المطلقة. وأمّا الحالة الرابعة فهي حيادية تجاه ثبوت سببيّة (أ)