الحجر الأسود الواقع في ركنٍ من أركان الكعبة الشريفة وهذا الركن في الجهة الشرقية، وحينما يبدأ الطائف طوافه منه واضعاً الكعبة على يساره يمرّ بعد مسافةٍ قصيرةٍ جدّاً في نفس خطّ الحجر الأسود بباب الكعبة، ثمّ يواصل سيره إلى أن يصل إلى الركن الآخر للكعبة الشريفة، ويسمّى بالركن العراقي ويقع في الجهة الشمالية، وفي هذه الجهة يوجد حجر إسماعيل، وللكعبة ميزاب مُطِلّ عليه، ثمّ يصل الطائف في طوافه إلى الركن الثالث، ويسمّى بالركن الشامي ويقع في الجهة الغربية، ومنه يسير الطائف نحو الركن الرابع والأخير المسمّى بالركن اليماني الواقع في الجهة الجنوبية، وقبيل أن يصل إلى الركن اليماني موضع للكعبة الشريفة يسمّى بالمُستَجار، وهو يكون في النقطة المقابلة لباب الكعبة، فالحجر الأسود والركن اليماني متقابلان، وباب الكعبة والمُستَجار متقابلان، وعند وصول الطائف إلى المُستَجار يكون قد وصل إلى مؤخَّر الكعبة، ويسير الطائف بعد ذلك من الركن اليماني إلى الحجر الأسود لينهيَ بذلك شوطاً كاملًا من الطواف.
هذه فكرة توضيحية عن النقاط التي يمرّ بها الطائف في سيره حول الكعبة الشريفة في كلّ شوط، وعلى ضوئها تُعيَّن مواضع الأدعية والآداب التالية:
إذا سار الطائف من الحجر الأسود ووصل إلى باب الكعبة في كلّ شوطٍ صلّى على محمدٍ وآل محمد، وإذا بلغ حِجر إسماعيل قبيل الميزاب رفع رأسه وقال وهو ينظر إلى الميزاب: «اللهمَّ أدخِلني الجنَّة برحمتِكَ، وَ أجِرني برحمتِكَ من النار، وعافِني من السُقم، وأوسِع عليَّ من الرِزقِ الحلال، وادرأ عنِّي شرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ والإنس، وشرَّ فَسَقَةِ العربِ والعَجمِ»[1]. وإذا جاز حِجر إسماعيل وانتهى إلى مؤخّر الكعبة قال: «ياذا المنِّ والطَولِ والجُودِ والكرم، إنَّ عملي ضَعيف
[1] وسائل الشيعه 13: 334- 335، الباب 20 من أبواب الطواف، الحديث 5