والجوهر والعرض، والوجود [والعدم، والكثرة] والوحدة في الذهن البشري. إنّها كلّها مفاهيم انتزاعية يبتكرها الذهن على ضوء المعاني المحسوسة، فنحن نحسّ- مثلًا- بغليان الماء حين تبلغ درجة حرارته مئة، وقد يتكرّر إحساسنا بهاتين الظاهرتين- ظاهرتي الغليان والحرارة- آلاف المرّات ولا نحسّ بعلّية الحرارة للغليان مطلقاً، وإنّما الذهن هو الذي ينتزع مفهوم العلّية من الظاهرتين اللتين يقدِّمهما الحسّ إلى مجال التصوّر.
ولا نستطيع في مجالنا المحدود أن نعرض لكيفية الانتزاع الذهني وألوانه وأقسامه؛ لأنّنا لا نتناول في دراساتنا الخاطفة هذه إلّاالإشارة إلى الخطوط العريضة[1].
[1] راجع الإشارات والتنبيهات 2: 353 وما بعدها. وشرح المنظومة 2: 163