«إنّ كلّ ما يدفع الناس إلى الحركة يمرّ في أدمغتهم بالضرورة، حتّى الطعام والشراب، اللذان يبدأان بإحساس الجوع أو العطش، وهو إحساس يشعر به المخّ أيضاً. إنّ ردود فعل العالم الخارجي على الإنسان تعبّر عن نفسها في مخّه، وتنعكس فيه على صورة إحساسات، وأفكار، ودوافع، وإرادات»[1].
وقال جورج بوليتزير:
«تُبيّن العلوم الطبيعية أنّ نقص تطوّر مخّ أحد الأفراد هو أكبر عائق أمام تطوّر شعوره وفكره، وهذه هي حالة البله.
فالفكر نتاج تأريخي لتطوّر الطبيعة في درجة عالية من الكمال، تتمثّل لدى الأنواع الحية في أعضاء الحسّ والجهاز العصبي، وعلى الخصوص في الجزء الأرقى المركزي الذي يحكم الكائن العضوي كلّه، ألا وهو المخ»[2].
وقال روجيه غارودي:
«إنّ التكوّن المادّي للفكر يعرض علينا- كما سوف نرى- حججاً هي أجدر بالتصديق والاقتناع بها»[3].
وليس المفهوم الفلسفي هو المفهوم الوحيد للإدراك الذي يمكن تقديمه
[1] لودفيج فيورباخ: 64
[2] المادّية والمثالية في الفلسفة: 74- 75
[3] ما هي المادّية؟: 32