الذرّية إلى اليورانيوم- وهو أثقل العناصر المستكشفة لحدّ الآن- فرقمه الذرّي/ (92)، بمعنى: أنّ نواته المركزية تشتمل على (92) وحدة من وحدات الشحنة الموجبة، ويحيط بها ما يماثل هذا العدد من الألكترونات، أي: من وحدات الشحنة السالبة.
وفي هذا التسلسل للأرقام الذرّية لا يبدو للنيوترونات الكامنة في النواة أدنى تأثير؛ لأنّها لا تحمل شحنة مطلقاً، وإنّما تؤثّر في الوزن الذرّي للعناصر؛ لأ نّها في وزنها مساوية للبروتونات. ولأجل ذلك كان الوزن الذرّي للهليوم- مثلًا- يعادل وزن أربع ذرّات من الهيدروجين، باعتبار اشتمال نواته على نيوترونين وبروتونين، في حال أنّ النواة الهيدروجينية لا تحتوي إلّاعلى بروتون واحد.
ومن الحقائق التي اتيح للعلم إثباتها هو: إمكان تبدّل العناصر بعضها ببعض، وعمليات التبدّل- هذه- بعضها يتمّ بصورة طبيعية، وبعضها يحصل بالوسائل العلمية.
فقد لوحظ أنّ عنصر اليورانيوم يولّد أنواعاً ثلاثة من الأشعّة، هي: أشعّة ألفا، وبيتا، وجاما. وقد وجد (رذرفورد)- حين فحص هذه الأنواع- أنّ أشعّة (ألفا) مكوّنة من دقائق صغيرة، عليها شحنات كهربائية سالبة، وقد ظهر نتيجة للفحص العلمي أنّ دقائق (الألفا) هي عبارة عن ذرّات هليوم، بمعنى: أنّ ذرّات هليوم تخرج من ذرّات الراديوم، أو بتعبير آخر: أنّ عنصر هليوم يتولّد من عنصر الراديوم.
كما أنّ عنصر اليورانيوم بعد أن شعّ ألفا، وبيتا، وجاما، يتحوّل تدريجياً إلى عنصر آخر، وهو عنصر الراديوم. والراديوم أخفّ في وزنه الذرّي من اليورانيوم، وهو بدوره يمرّ بعدّة تحوّلات عنصرية حتّى ينتهي إلى عنصر الرصاص.