دقيقة- الشيء نفسه الذي نضيفه إلى الكون ليصبح مفهوماً».
وأعرب بعد ذلك عن أمله في:
«أن يعرف في السنوات القريبة القادمة ما كان خبيئاً في النواة الذرّية رغم ما ينشأ في أذهاننا من ظنّ بأنّ هذا قد خبئ من قبلنا»[1].
والواقع: أنّ الاتّجاه المثالي عند هؤلاء الفيزيائيين ناتج عن خطأ في التفكير الفلسفي لا عن برهان فيزيائي في المجال العلمي؛ ذلك أنّ المسألة الأساسية في الفلسفة التي انقسم الفلاسفة في الجواب عنها إلى مثاليين وواقعيين بدت لهم مغلوطة.
فالمسألة الأساسية هي: مسألة ما إذا كان للعالم واقع موضوعي مستقلّ عن ذهننا وشعورنا، وقد فهمها اولئك الفيزيائيون على أ نّها لا تقبل سوى إجابتين على الوجه الآتي فقط:
إمّا أنّ مردّ العالم إلى الذهن والشعور، فلا وجود له بصورة موضوعية، وإمّا أنّ العالم واقع مادّي موجود خارج الذهن والشعور.
فإذا استبعدنا الإجابة الثانية بالبراهين والتجارب العلمية التي دلّت على أنّ المادّية ليست إلّاقناعاً للحقيقة التي ينطوي عليها العالم، لزمنا الأخذ بالإجابة الاولى والاعتقاد بالمفهوم المثالي البحت للعالم.
ولكنّ الحقيقة: أنّ الإجابتين لم توضعا وضعاً صحيحاً فيما سبق؛ ذلك أنّ تقديم إجابة تناقض الإجابة المثالية لا تحتّم علينا الإيمان بلزوم الصفة المادّية للواقع الموضوعي؛ فإنّ الواقعية التي تخالف المثالية بصورة متقابلة لا تعني أكثر من الاعتراف بوجود واقع موضوعي مستقلّ عن الذهن والشعور، وأمّا أنّ هذا
[1] لم نعثر عليه