[2] الموادّ الأوّليّة في الأرض
تأتي الموادّ الأوّليّة التي تحويها الطبقة اليابسة في الأرض والثروات المعدنيّة الموجودة فيها بعد الأرض مباشرة في الأهمّية، وخطورة الدور الذي تمارسه في حياة الإنسان الإنتاجيّة والاقتصاديّة؛ لأنّ كلّ ما يتمتّع به الإنسان في الحقيقة من سلع وطيّبات مادّية مردّها في النهاية إلى الأرض وما تزخر به من موادّ وثروات معدنيّة؛ ولذلك كانت جلّ فروع الصناعة تعتمد وتتوقّف على الصناعات الاستخراجيّة التي يمارس الإنسان فيها الحصول على تلك الموادّ والمعادن.
ويقسّم الفقهاء عادة المعادن إلى قسمين، وهما: المعادن الظاهرة، والمعادن الباطنة.
فالمعادن الظاهرة: هي الموادّ التي لا تحتاج إلى مزيد عمل وتطوير لكي تبدو على حقيقتها، ويتجلّى جوهرها المعدني، كالملح والنفط مثلًا. فنحن إذا نفذنا إلى آبار النفط فسوف نجد المعدن بوجهه الحقيقي، ولن نحتاج إلى جهد في تحويله إلى نفط وإن كنّا بحاجة إلى جهود كبيرة في الوصول إلى آبار النفط واكتشافها، وفي تصفية النفط بعد ذلك.
فالمعدن الظاهر في العرف الفقهي ليس هو ما يبدو من معنى اللفظ لغة، أي الظاهر الذي لا يحتاج إلى حفر ومؤونة في التوصّل إليه، بل هو كلّ معدن تكون طبيعته المعدنيّة بارزة، سواء احتاج الإنسان إلى حفر وجهد كبير للوصول إلى آباره وعيونه في أعماق الطبيعة، أو وجده بيسر وسهولة على سطح الأرض[1].
[1] الروضة البهيّة 4: 65، وجواهر الكلام 38: 100- 101