على المادية التأريخية؛ لكي يبرّر وجهة نظره المذهبية، ويستطيع أن يحكم في حقّ الماركسية المذهبية حكماً أساسياً شاملًا.
وعلى هذا الأساس سوف نبدأ في بحثنا- مع الماركسية- بالمادية التأريخية، ثمّ نتناول المذهب الماركسي الذي يرتكز عليها. وبمعنى آخر ندرس:
أوّلًا: علم الاقتصاد والتأريخ الماركسي.
وثانياً: مذهب الماركسية في الاقتصاد.
نظريات العامل الواحد
والمادية التأريخية طريقة خاصّة في تفسير التأريخ تتّجه إلى تفسيره بعامل واحد، وليس هذا الاتجاه في المادية التأريخية فريداً من نوعه، فقد جنح جمهور من الكتّاب والمفكّرين إلى تفسير المجتمع والتأريخ بعامل واحد من العوامل المؤثّرة في دنيا الإنسان؛ إذ يعتبرونه المفتاح السحري الذي يفتح مغاليق الأسرار، ويمتلك الموقف الرئيسي في عمليات التأريخ، ويفسّرون العوامل الاخرى على أ نّها مؤثّرات ثانوية تتبع العامل الرئيسي في وجودها وتطوّرها، وفي تقلّباتها واستمراريّتها.
***
فمن ألوان هذا الاتجاه إلى توحيد القوّة المحرّكة للتأريخ في عامل واحد:
الرأي القائل بالجنس كسبب أعلى في المضمار الاجتماعي، فهو يؤكّد أنّ الحضارات البشرية والمدنيات الاجتماعية تختلف بمقدار الثروة المذخورة في صميم الجنس، وما ينطوي عليه من قوى الدفع والتحريك وطاقات الإبداع والبناء، فالجنس القوي النقي المحض هو مبعث كلّ مظاهر الحياة في المجتمعات