والأهداف التي تتناسب مع العلم.
ولأجل ذلك نجد أنّ فكرة التخطيط المركزي للإنتاج- التي تتيح للدولة الحقّ في وضع سياسة الإنتاج والإشراف عليه- هي إحدى النظريّات المذهبيّة المهمّة التي تعتبر من مقوّمات بعض المذاهب أو الأنظمة الاشتراكيّة أو ذات الاتّجاه الاشتراكي، مع أ نّنا نعلم أنّ التخطيط المركزي للإنتاج والسماح لهيئة عليا كالدولة بممارسة هذا التخطيط لا يعني تملّك تلك الهيئة لوسائل الإنتاج، ولا يتّصل بمسألة توزيع هذه الوسائل على الأفراد.
ففكرة التخطيط المركزي للإنتاج إذن فكرة مذهبيّة تتّصل بالمذهب الاقتصادي، وليست بحثاً علميّاً بالرغم من أ نّها تعالج الإنتاج لا التوزيع.
وعلى العكس قد نجد كثيراً من الأفكار التي تعالج قضايا التوزيع تندرج في علم الاقتصاد بالرغم من صلتها بالتوزيع دون الإنتاج. ف (ريكاردو) حين كان يقرّر مثلًا: أنّ نصيب العمّال من الثروة المنتجة الذي يتمثّل فيما يتقاضونه من اجور لا يزيد بحال من الأحوال عن القدر الذي يتيح لهم معيشة الكفاف لم يكن يقصد بذلك أن يقرّر شيئاً مذهبيّاً، ولا أن يطلب من الحكومات فرضه نظاماً اقتصاديّاً للُاجور، كنظام الملكيّة الخاصّة والحرّية الاقتصاديّة، وإنّما كان يحاول أن يشرح الواقع الذي يعيشه العمّال والنتيجة الحتميّة لهذا الواقع، بالرغم من عدم تبنّي الدولة لفرض حدٍّ أعلى من الاجور، وإيمانها بالحرّية الاقتصاديّة بوصفها دولة رأسماليّة.
[التمييز بين علم الاقتصاد والمذهب الاقتصادي:]
فالمذهب والعلم يدخلان في كلّ تلك المجالات ويدرسان الإنتاج والتوزيع معاً، ولكنّ هذا يجب أن لا يؤدّي بنا إلى عدم التمييز بينهما أو الخلط بين